عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: «أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل يشكو قسوة قلبه فقال صلى الله عليه وسلم : أتحب أن يلين قلبك وتدرك حاجتك ؟ ارحم اليتيم وامسح رأسه ؛وأطعمه من طعامك يلن قلبك وتدرك حاجتك »
كما قال صلى الله عليه وسلم "أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين" وأشار للسبابه والوسطى
وفي حديث آخر "من مسح رأس يتيم لم يسمحه إلا لله كان له بكل شعرة تكر عليها يده عشر حسنات، ومن أحسن إلى يتيمة أو يتيم عنده كنت أنا وهو في الجنة كهاتين وقرن بين أصابعه"
وخص الرأس بذلك لأن في المسح عليه تعظيماً لصاحبه وشفقة عليه ومحبة له وجبرا لخاطره...وهذه كلها مع اليتيم تقتضي الثواب الجزيل.
فقد أثبت علم النفس أن للمسات أثرا عميقا على نفسية وسلوك الإنسان ، واللمسات تعتبر وحدة الإدراك والاعتبار ، أي هي الأساس لاعتبار الناس والاعتراف بوجودهم وإعطائهم قيمتهم . وقد عني ديننا الحنيف باللمسات كسلوك لتقدير الآخرين كبارا وصغاراً فالقصص كثيرة في مداعبته صلى الله عليه وسلم للحسن والحسين رضي الله عنهما ، لأما فيما يخص اليتيم ، فقد حث النبي صلى الله عليه وسلم بتفقده والمسح على رأسه وإشعاره بالأهتمام والحنان والمواساة وإشعاره بالعاطفة والحب تجاهه لنزع الخوف من قلبه الصغير وطمئنته .
إن فقد اليتيم لحنان الأم والأب ليس بالأمر السهل فجسده الصغير يحتاج لتعويض هذا الحنان الذي لم ينله ولم يحظ به كباقي الأطفال إنه افتقد طعم الرضاعة من صدر امه و افتقد دفئ حضنها وبرد قبلاتها ولذة تدليلها كما انه لم يجد أبا يلاعبه ويحمله على كتفه ويأخذ بيده .. يشجعه .. يعلمه الوقوف والمشي .
اليتيم بحاجة الى تلك اللمسات فهي مطلب نفسي كما يؤكد علماء النفس واليتيم بحاجه الى ان نختلط به ونلاعبه ونمسح على رأسه كما أمرنا خير البشرية صلى الله عليه وسلم ، لعلنا نوصل له كل المعاني التي عجزنا أن نوصلها له بلغة القول ولغة المال .
« ألم يجدك يتيماً فأوى ».
أول ما يحتاجه اليتيم في هذه الحياة هو :
الحضن الذي يضمه و الصدر الذي يغمره بدفئه و البيت الذي يمرح فيه.
فإذا تهيأت هذه الثلاث كان بالامكان أن يحفظ هذا الطفل المهمل ليقوم بالانفاق عليه مادياً ، ومعنوياً.
ومن هنا جاءت فكرة الملاجىء للأيتام ومدى ما تسديه من خدمة للمجتمع في محافظتها على هذه الفئة من الاطفال.