مراكش مدينة مفتوحة على شعريتها وفتنتها. كلٌ يكتبها بحساسيته. كلٌ يفهمها ويعيشها على طريقته. كلٌ يأتيها من حيث اشتهى ورغب.
في مراكش لا يمكنك أن تقاوم شعورا غريبا، قد تبدو معه كمن يشرب الدم في عشق حبيبته ملحا. كلما اقترب منها وأحبها ازداد عطشه وتعطشه إليها.
ليس شرطا أن تكون مغربيا لتعشق مراكش. قد تكون عربيا وقد تكون غربيا أو حتى من أقصى الشرق. في مراكش، وعلى عكس الكثيرين، سواء كانوا من بين ساكني المدينة أو من بين زوارها من المغاربة والعرب، يبدو سياح المدينة الحمراء، القادمون من مدن الثلج والبرد القارس، وكأنهم يسابقون الزمن للتمتع بشمسها.
السياح يعشقون الشمس، والشمس تعشق مراكش، ولذلك فهي تفضل أن تقضي معظم العام متسمرة فوق سطح المدينة.
من لا يعرف علم تشريح أسطح المدن في بلداننا الدافئة، عليه أن يسأل نساءنا اللواتي كن يجدن فوقها، في ما مضى، متنفسا في اتجاه السماء، بعد أن تضيق بهن الأرض، على رحابتها.
ي مراكش كلما سكنت الشمس في سماء المدينة حل السواح بالمدينة أكثر، واستمتعوا أكثر.
شمس مراكش هي مطر مراكش. مع الشمس يأتي الخير وتنشط السياحة.
أن يتكهرب الجو وتهطل الأمطار وتختفي الشمس من السماء، يبقى أسوأ ما يمكن أن يعكر مزاج السائح في مراكش.
في مراكش، يقضي السائح معظم نهاره متوجها بجسده وعينيه النصف أو الربع مفتوحتين نحو السماء والشمس.
أيام الشمس والليل الساحر: لمراكش أكثر من متعة. مراكش المتعددة في فضاءاتها والرائعة بسحرها. قد تقضي فيها عمرا من دون أن تتعرف على كل عوالمها. إنها قادرة على مدك بشعور غريب، في مراكش، يعرف السائح أن أيام الشمس والليل الساحر معدودة أمامه، لذلك يصر على الذهاب مع يوم مراكش إلى أقصى غاياته.
مراكش، هي المدينة التي تسكنها فتسكنك. التي تقصدها فتتجدد فيك الرغبة لمعاودة الزيارة في أقرب فرصة.
تحدد المصادر التاريخية بناء النواة الأولى لمراكش سنة 1070 م من قبل المرابطين ، وهم مجموعة قبائل أمازيغية رحل أتت من الصحراء. وقد تطورت هذه المدينة تحت حكم السلطان يوسف بن تاشفين (1061 – 1107) إلى حد كبير من نتائج التوسع المرابطي في افريقية والأندلس لتصبح المركز السياسي والثقافي للغربي الإسلامي.
بعد استتباب الامر للموحدين عقب دخولهم المدينة سنة 1147م، اتخذوها عاصمة لحكمهم. وأنجزوا بها عدة معالم تاريخية لازالت تشكل مفخرة عصرهم كصومعة الكتبية بمسجديها،
الأسوار، الأبواب والحدائق إضافة إلى قنطرة على وادي تانسيفت ظلت تستعمل حتى عهد قريب. هكذا عرفت مراكش تحت حكم الموحدين إشعاعا كبيرا جعل منها مركزا ثقافيا واقتصاديا وسياسيا لا نظير له في الغرب الإسلامي.
أمام ضعف الموحدين استولى المرينيون القادمون من الشرق سنة 1269م على المدينة غير أنهم اتخذوا فاس عاصمة لهم لقرب هذه الأخيرة من موطنهم الأصلي مما أدى إلى تراجع مدينة مراكش وتحولها لمركز ثانوي. في سنة 1551م استعادت المدينة مكانتها كعاصمة للسعديين ( 1589م –1659م). فعلى عهدهم تم تشييد بنايات ومنشآت جديدة أهمها قصر البديع ومجمع المواسين ومدرسة ابن يوسف وقبور السعديين وعدد من السقايات.
تحت حكم العلويين، قام المولى رشيد بترميم مسجد بن صالح المريني، غير أن خلفه المولى إسماعيل أولى كل اهتمامه بعاصمة حكمه الجديدة مكناس. وقذ عمل السلطان سيدي محمد على إعادة مراكش إلى مكانتها وذلك من خلال إنشاء أحياء ومعالم جديدة. ويمكن القول أن مراكش اتخدت شكلها النهائي إبتداءا من فترة حكم هذا السلطان إذ اقتصرت المراحل القادمة على ترميم مل تم انجازه منذ العصر الوسيط.
ونظرا لما تزخر به من إرث حضاري كبير، أصبحت مدينة مراكش قبلة للسياحة العالمية ومقرا للمؤتمرات الدولية ذات المستوى الرفيع، لتحتل بذلك مكانة خاصة في المغرب الحديث
أسوار مراكش
اختلف المؤرخون حول تاريخ بناء أسوار مدينة مراكش، إلا ان أغلبهم يرجح ذلك إلى ما بين 1126 و1127م.
ويقدر الجغرافي الادريسي طول هذه الأسوار المرابطية بحوالي تسع كيلومترات كانت كلها مبنية بالتراب المدكوك أو ما يصطلح عليه محليا باسم "اللوح" أو "الطابية".
خلال عهد الموحدين، عمل الخليفة يعقوب المنصور على تقوية نسيج المدينة وتحصيناتها ببناء القصبة التي كانت مقر الحكم أو مدينة المخزن، وذلك على غرار مدن أخرى في الغرب الإسلامي.
دعم الموحدون القصبة بعدة أبواب اندثر بعضها ولم يبق منها إلا باب أگناو الذي لازال راصعا قبالة صومعة الجامع، وهو الباب الرئيسي للقصبة الموحدية والذي ينفرد بشكله عن باقي الأبواب من خلال قوسه التام المتجانس الأطراف، وزخرفته الرفيعة
المسجد الغني عن التعريف "الكتبية"
يتوسط جامع الكتبية مدينة مراكش، بالقرب من ساحة جامع الفنا. وتسمية المسجد مشتقة من "الكتبيين"، وهو اسم سوق لبيع الكتب يعتقد أنه كان بمقربة من المساجد.
لقد بني جامع الكتبية الأول من طرف الخليفة عبد المومن بن علي الكومي سنة 1147م على أنقاض قصر الحجر المرابطي الذي كشفت التنقيبات الأثرية على بناياته ومكوناته المعمارية.
أما المسجد الثاني فقد تم بنائه في سنة 1158م، وهو يشبه من حيث الحجم البناية الأولى، وينتظم في قاعة للصلاة مستطيلة الشكل تضم سبعة عشر رواقا موجهة بشكل عمودي نحو القبلة، تحملها أعمدة وأقواس متناسقة وتيجان فريدة تذكر بتلك التي نجدها بجامع القرويين بفاس. ويشكل التقاء رواق القبلة بقببه الخمسة والرواق المحوري تصميما وفيا لخاصيات العمارة الدينية الموحدية التي كان لها بالغ التأثير في مختلف أرجاء الغرب الإسلامي.
ساحة جامع الفنا
تشكل ساحة جامع الفنا فضاء شعبي للفرجة والترفيه، وبناء على ذلك تعتبر القلب النابض لمدينة
مراكش حيث كانت وما زالت نقطة إلتقاء بين المدينة والقصبة المخزنية والملاح، ومحجا للزوار من
كل أنحاء العالم للإستمتاع بمشاهدة عروض مشوقة لمروضي الأفاعي ورواة الأحاجي والقصص،
والموسيقيين الى غير ذلك من مظاهر الفرجة الشعبية التي تختزل تراثا غنيا وفريدا كان من وراء
ترتيب هذه الساحة تراثا شفويا إنسانيا من طرف منظمة اليونيسكو سنة 1997
الفنادق المصنفة :
رياض مراكش
قمة في الهدوء و الجمال و هي عبارة عن منازل ذات طابع تقليدي توجد في أحياء المدينة القديمةتعتبر مثل الفنادق البديلة تعرف إقبالا عليها من طرف السياح الأجانب